فصل: (سورة هود: الآيات 59- 60)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة هود: آية 57]

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تولّوا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى التاءين وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (أبلغت) فعل ماض وفاعله و(كم) ضمير مفعول به (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أرسلت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و(التاء) ضمير نائب الفاعل (الباء) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أرسلت)، (إلى) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أرسلت). (الواو) استئنافيّة (يستخلف) مضارع مرفوع (ربّي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و(الياء) مضاف إليه (قوما) مفعول به منصوب (غيركم) نعت لـ (قوما) منصوب.. و(كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية (تضرّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه من نوع الصفة أي ضررا ما (إنّ ربّي على كلّ) مثل المتقدّمة، والجارّ متعلّق بحفيظ (شيء) مضاف إليه مجرور (حفيظ) خبر إنّ مرفوع.
جملة: {إن تولّوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قد أبلغتكم...} لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن تتولّوا لا أبال لأنني قد أبلغتكم.
وجملة: {أرسلت به...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {يستخلف ربّي...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا تضرّونه شيئا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {إنّ ربّي.... حفيظ} لا محلّ لها تعليليّة.

.الفوائد:

حذف جملة جواب الشرط:
1- يجب حذف جواب الشرط إذا تقدم ما يدل عليه، مثل: هو ظالم إن فعل والتقدير إن فعل فهو ظالم.
2- ويجوز حذف الجواب في غير ذلك، كقوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} أي فافعل. و{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ} أي لما آمنوا به، بدليل {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ}.
3- التحقيق والصواب أن من الحالات التي يحذف بها الجواب: قوله تعالى: {مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ} لأن الجواب سبب عن الشرط، وأجل اللّه آت سواء وجد الرجاء أم لم يوجد، وإنما الأصل أن جواب الشرط محذوف وتقديره: فليبادر بالعمل فإن أجل اللّه لآت. ومثله قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} أي فاصبر {فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}. وقوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} أي فاصبروا {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}. ومن قبيل ذلك ما ورد في الآية التي نحن بصددها، فقد حذف جواب الشرط {فَإِنْ تَوَلَّوْا} أي الجواب فلا لوم علي {فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ}.

.[سورة هود: آية 58]

{وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (58)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بـ (نجينا)، (جاء) فعل ماض (أمر) فاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (نجّينا) فعل ماض وفاعله (هودا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على (هودا)، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (مع) ظرف منصوب متعلّق بـ (آمنوا)، و(الهاء) مضاف إليه (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (نجينا) والباء سببيّة (من) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة (الواو) واو الاستئناف (نجّينا) مثل الأولى و(هم) ضمير مفعول به (من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (نجّيناهم)، (غليظ) نعت لعذاب مجرور.
جملة: {جاء أمرنا...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نجّينا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {نجّيناهم...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة هود: الآيات 59- 60]

{وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (تلك) مرّ إعرابها، (عاد) خبر مرفوع (جحدوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جحدوا)، (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. و(هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (عصوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و(الواو) فاعل (رسل) مفعول به منصوب و(الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (اتّبعوا) مثل جحدوا (أمر) مفعول به منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (جبّار) مثل كلّ (عنيد) نعت لجبّار مجرور.
جملة: {تلك عاد...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: {جحدوا...} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ تلك.
وجملة: {عصوا...} في محلّ رفع معطوفة على جملة جحدوا.
وجملة: {اتّبعوا} في محلّ رفع معطوفة على جملة جحدوا.
(الواو) عاطفة (أتبعوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ..
والواو نائب الفاعل (في) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ متعلّق بـ (أتبعوا)، (الدنيا) بدل من اسم الإشارة تبعه في الجرّ وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (لعنة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (أتبعوا) فهو معطوف شبه الجملة (في هذه)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (ألا) أداة تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (عادا) اسم إنّ منصوب (كفروا) مثل جحدوا (ربّهم) مفعول به منصوب بتضمين كفروا معنى جحدوا، كما ضمّن جحدوا معنى كفروا في الآية السابقة.. و(هم) ضمير مضاف إليه (ألا) مثل الأول (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف (لعاد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (بعدا)، (قوم) بدل من عاد مجرور (هود) مضاف إليه مجرور.
وجملة: {أتبعوا...} معطوفة على جملة جحدوا تأخذ إعرابها.
وجملة: {إنّ عادا كفروا...} لا محلّ لها تعليل لما سبق.
وجملة: {كفروا...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: أبعدوا {بعدا} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{عنيد}، صفة مشبهة من فعل عند يعند باب نصر وباب ضرب وباب فرح وباب كرم، وزنه فعيل، مخالف للحقّ وهو عارف به.
{هود}، صرف لأنه ليس أعجميّا، فهو عربيّ: قال ابن هشام في الشذور. ليس بين الأنبياء من هو عربيّ إلّا هود وصالح وشعيب ومحمد عليهم صلوات اللّه وسلامه. وزنه فعل بضمّ فسكون.

.البلاغة:

الاسناد المجازي: في قوله تعالى: {وَتِلْكَ عادٌ} الإشارة للبعيد المحسوس والاسناد المجازي. أو هو من مجاز الحذف، أي تلك قبور عاد.

.[سورة هود: آية 61]

{وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحًا قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}

.الإعراب:

{وإلى ثمود.. إله غيره} مرّ إعراب نظيرها، {هو} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {أنشأ} فعل ماض، والفاعل هو {كم} ضمير مفعول به {من الأرض} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أنشأكم}، {الواو} عاطفة {استعمركم} مثل أنشأكم {في} حرف جرّ و{ها} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {استعمركم}، {الفاء} رابطة لجواب شرط مقدّر {استغفروا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و{الهاء} ضمير مفعول به {ثمّ} حرف عطف {توبوا} مثل استغفروا {إلى} حرف جرّ و{الهاء} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {توبوا}، {إنّ ربّي قريب مجيب} مثل إنّ ربّي لغفور رحيم.
جملة: {أرسلنا} إلى ثمود... معطوفة على جملة {أرسلنا} إلى عاد.
وجملة: {قال...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة النداء: {يا قوم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {اعبدوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ما لكم من إله غيره} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.
وجملة: {هو أنشأكم...} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {أنشأكم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ هو.
وجملة: {استعمركم...} في محلّ رفع معطوفة على جملة أنشأكم.
وجملة: {استغفروه} جواب شرط مقدّر أي: إن أذنبتم فاستغفروه.
وجملة: {توبوا إليه} معطوفة على جملة استغفروه.
وجملة: {إنّ ربّي قريب} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{ثمود}، اسم علم لأبي القبيلة، سمّيت به لشهرته، وهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة، وقبيلة ثمود هي التي كانت تسكن الحجر وهو مكان بين الشام والمدينة.
{صالح}، اسم علم، وهو لفظ عربيّ لأنه على وزن فاعل، وهذا الوزن أعلق بالأسماء منه بالأفعال، ولذلك صرف.
{مجيب}، اسم فاعل من أجاب الرباعيّ، فهو على وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب.. سكّن حرف العلّة ونقلت حركته إلى الحرف الذي قبله وهو الجيم، وأصل مجيب مجوب- بسكون الجيم وكسر الواو- لأن الواو تظهر في المصدر جواب، فلمّا سكّنت وكسر ما قبلها قلبت ياء فهو مجيب.

.[سورة هود: آية 62]

{قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}

.الإعراب:

{قالوا} فعل ماض وفاعله {يا} أداة نداء {صالح} منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {قد} حرف تحقيق {كنت} فعل ماض ناقص واسمه {في} حرف جرّ و{نا} ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {مرجوا} وهو خبر الناقص منصوب {قبل} ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر و{ها} حرف تنبيه {ذا} اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه {الهمزة} للاستفهام التعجّبيّ {تنهى} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت و{نا} ضمير مفعول به {أن} حرف مصدريّ ونصب {نعبد} مضارع منصوب، والفاعل نحن {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {يعبد} مثل نعبد {آباء} فاعل مرفوع و{نا} ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {أن نعبد..} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره عن متعلّق بـ {تنهانا} {الواو} واو الحال {إنّ} حرف مشبّه بالفعل و{نا} ضمير في محلّ نصب اسم إنّ {اللام} المزحلقة {في شك} جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ {من} حرف جرّ {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشكّ {تدعو} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل أنت، و{نا} ضمير مفعول به {مريب} نعت لشكّ مجرور مثله.
جملة: {قالوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء: {يا صالح...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قد كنت...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أتنهانا...} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {نعبد...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {يعبد آباؤنا} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {إنّنا لفي شكّ..} في محلّ نصب حال من المفعول في (تنهانا).
وجملة: {تدعونا...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.

.الصرف:

{مرجوّا}، اسم مفعول من رجا يرجو وزنه مفعول، وقد أدغمت واو مفعول مع لام الكلمة، ومعناه أن نضع فيك رجاءنا أن تكون سيّدا لنا أو مستشارا في الأمور.
{تنهى}، فيه إعلال بالقلب، فأصل الألف ياء لأن المصدر نهي، فلمّا جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
{مريب}، اسم فاعل من أراب الرباعيّ أي أوقعه في الريب أو من أراب اللازم أي صار ذا ريب، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين، أصله مريب بسكون الراء وكسر الياء، استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الراء قبلها فأصبح {مريب}.